مرّت السياسة في تشاد والسودان بتغييرات جذرية في عام 2021. فقد فرضت الاحتجاجات الشعبية العارمة والضغوط الدولية اعتقال عمر البشير في مارس 2019 في الخرطوم. وبعد أشهر من المواجهات مع المدنيين، اتفقت القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” على صيغة لتقاسم السلطة في أغسطس 2019. وقامت حكومة مدنية بإدارة البلد في العامين التاليين لذلك، في حين مثّل مجلس سيادة بقيادة الجنرالين سلطة الاعتماد. وقد تعددت الخلافات بين أصحاب المصلحة من المدنيين والعسكريين رغم المحاولات الصادقة لشطب أجزاء من الدين الدولي وتطبيع العلاقات مع أبرز الجهات المانحة.
كان انقلاب قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية في أكتوبر 2021 والحرب التي اندلعت في أبريل 2023 بين هاتين القوتين المسلحتين نتيجتين للانتصار غير المكتمل لحركة المقاومة الشعبية (التي كان عليها قبول اتفاق للشراكة في السلطة مع القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع)، وللانقسامات داخل القوى المدنية، والمنافسة المتزايدة بين جيشي الأمر الواقع حول طبيعة النظام الذي ينبغي تشكيله في نهاية المطاف عبر فترة انتقالية مضطربة. ورغم أنه يسهل وصف الحرب الحالية في السودان بأنها معركة من أجل الحياة بين جنرالين، إلا أن الجهات الفاعلة الداخلية الأخرى تؤدي دوراً أساسياً وتؤثر على مسارات الحرب سياسياً وعسكرياً. ومن بين هذه الجهات، ينبغي للمرء أن يعُدّ الإسلاميين وغيرهم من بقايا النظام السابق والجماعات المسلحة المتمركزة في ما يسمى بالهامش التي غالباً ما كان أداؤها من الناحية التكتيكية يصب في صالح القوات المسلحة السودانية ضد قوات الدعم السريع للحصول على موقع أفضل في إقليمها أو على الصعيد الوطني.