واجه قطاع الثروة الحيوانية في السودان تحديات كبيرة بسبب النزاع الحالي. لكن رغم هذه الصعوبات، زادت صادرات الماشية بسبب الطلب على الواردات في أسواق المملكة العربية السعودية ومصر. وقد بلغت قيمة صادرات السودان من الماشية إلى المملكة العربية السعودية، في عام 2023، على سيبل المثال، حوالي 715 مليون دولار بزيادة 77.4٪ عن العام السابق. ويُعزى هذا الارتفاع إلى عدد من التدابير الاستراتيجية التي اتخذتها الحكومة السودانية. ولأن هذا القطاع يؤدّي دوراً محورياً في توليد عائدات النقد الأجنبي للدولة، فقد كان محط نظر كيانات مرتبطة سياسياً وأمنياً بجهاز الدولة هيمنت عليه عبر شركاتها على مدى عقود نظام عمر البشير الثلاثة. وكانت تلك الهيمنة أحد أعراض الكليبتوقراطية في ذلك العهد.
يقدم هذا التقرير صورة عامة موجزة للتغييرات التي مرّ بها قطاع الثروة الحيوانية في السودان بسبب الحرب الدائرة حالياً، بما في ذلك التغييرات في سلاسل التوريد ومسارات النقل. ويحدّد التقرير هذه التغييرات، ويقيّم مداها وتأثيرها على الأسواق المحلية والأجنبية والاقتصاد السوداني ككل. وكذلك يسلّط الضوء على التحديات الجديدة التي تواجه كل من الشركات الخاصة العاملة في التجارة ومؤسسات القطاع العام التي تدير قطاع الثروة الحيوانية أثناء الحرب، وكيف تستجيب لهذه التحديات. وبذلك يهدف التقرير إلى شرح كيف يستفيد كل من طرفي النزاع من هذا القطاع.
أعدّ التقرير مركز فاكتس للصحافة والمرصد السوداني للشفافية والسياسات.
ينتهي التقرير بعدد من التوصيات تهدف إلى مواجهة استغلال قطاع الثروة الحيوانية في الأماد القريبة والمتوسطة والطويلة