عبدالقادر محمد (عبدول)
كبير المستشارين السابق ورئيس مكتب وساطة السودان بالأمم المتحدة
2 مايو
دخلت حرب السودان عامها الثالث المروع. فالمدنٌ في حالة خراب. والملايينٌ هُجّروا. وشبح المجاعةٌ يلوح في الأفق. وفكرة الدولة السودانية نفسها تنهار. ومع ذلك، وفي خضم هذه الكارثة التي تتكشّف فصولها، ثمة انهيارٌ آخر صامت يستدعي الاهتمام، وهو فشل الوساطة.
بصفتي شخصاً شارك بعمق – بصفة عضوٍ بارز في الوساطة السودان التي قادتها الأمم المتحدة – فأنا لا أتحدث باستخفاف، بل بغضبٍ وشعور بالإلحاح. فالوساطة كانت باهتة، وخجولة، وغير جادةٍ تماماً. السودان ينزف، وكان ردّ فعل العالم هو الانهماك في التقارير وعقد الاجتماعات بينما البلد يتداعى.